لا أمل فى هذه الديار ولا فى هؤلاء القوم - فلماذا أكتب؟ الكتابة هى العلامة الوحيدة الباقية على أننى مازلت أحيا ما تبقى لى من العمر - لم يعد يزعجنى أن أدرك توغل سلبية قوم عرفتهم بسلبيتهم المفزعة الممتدة لنخاع عظامهم على مدى عمرى - هؤلاء قوم لا يتحركون إلا لمصلحة أو لاتقاء شر - هم خالون من الموهبة ومن الرغبة فى أن يشبهوا البشر الفاعلين فى الحياة - نحن مجرد أعجاز نخل خاوية - يحسبنا الرائى شعوباً وما نحن بشعوب - يظن المشاهد أننا بشر ومن نحن ببشر - فالكاذبين ليسوا من صنف البشر - وفى هذا الديار لا تسمع سوى الأكاذيب - ولا يصدق الناس سوى الأكاذيب - ولا يعشق الناس سوى الأكاذيب - ثم يتصورون أن البناء على رمال الشاطىء يصنع قصوراً - ثم يبكون عندما تهدم الأمواج قصور الرمال على رؤوس من فيها.
ولا أى حاجة نافعة فى البلد دى ولا مع الناس دى - دى ناس عايشة فى الطراوة - خارج الزمان والمكان - خارج المجموعة الشمسية.
ولا أى حاجة نافعة فى البلد دى ولا مع الناس دى - دى ناس عايشة فى الطراوة - خارج الزمان والمكان - خارج المجموعة الشمسية.
طالما أن الحكومة المصرية خايبة خيبة بالويبة وطالما أن الرؤية الحكومية قاصرة وطالما أن الأداء الحكومى فى مصر أدنى بكثير من التطلعات الشعبية وأقل بكثير من الأداء الشعبى وأشد تواضعاً بكثير من الرؤية الشعبية وأكثر تخلفاً عن الإرادة الشعبية المصرية فسوف يستمر مشهد الفورة والفوران فى مصر - فورة وفوران لا ثورة ولا دياوله - الفوران الشعبى أزيز تتناثر منه الدماء ولا يتحقق منه ما يرجوه الشعب - فتستمر الفورة ويستمر الفوران إلى أن تصل البلد إلى نظام حكم يفرز حكومة تعلو بأدائها ورؤيتها عن سقف التطلعات الشعبية وتقود عملية التغيير الحقيقية التى هى الهدف الرئيس من أى ثورة - وبذلك فمن المستحيل علينا عقلاً أن نسمى 25 يناير 2011 بإسم ثورة ومن المستحيل أن نسمى 30 يونيو 2013 بإسم ثورة طالما لم يحكم مصر نظام حكم يقود ولا ينقاد وطالما لم نر حكومة ذات إرادة تقدمية لا حكومة تحعل البلد يتقهقر إلى الخلف كما فعلت حكومة الاستبن المعزول الأهطل وقنديله الأحمق وكل حكومات مبارك من قبل - وغير كده يبقى كله حرث فى البحر ولا طائل من وراءه - ثورة 1952 كانت ثورة لأنها حققت التغيير الجذرى فى البلد - 1919 كانت فورة - عرابى كانت هوجة - ومازالت مصر تبحث عن نظام حكم تقدمى يترجم فورة يناير 2011 وفورة يونيو 2013 إلى ثورة لا مجرد شوية عباطة وهبل ودم فى الشوارع وخناقات فى الراديو والتليفزيون.
RépondreSupprimer