Ahmed Ali Atytalla تلبية لدعوة كريمة من المجموعة 73 مؤرخين حضر مجموعة من شباب جروب الشهيد إبراهيم الرفاعى بصحبة الكاتب العسكرى أحمد على عطية الله لقاءاً مع إثنين طيارينا من أبطال قواتنا الجوية الذين كانت لهما صولات وجولات فى القتال المتلاحم مع طائرات العدو أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وحفل اللقاء بحديث اللواء طيار مقاتل/سمير هزيز عن اشتباكاته بطائرته الميج 21 ضد طائرات العدو خلال هذه المعارك المصرية الخالدة ضد العدو الصهيونى..
بدأ البطل سمير عزيزحديثه بشرح بعض الصفات التى يجب توافرها فى الطيار المقاتل فإلى جانب المهارة الفائقة فى توجيه طائرته والأحساس العالى بما يدور خارج طائرته يجب أن يتميز بجرأة وإقدام فى القتال المتلاحم وعدم التردد عند مواجهة العدو والميل الشديد إلى التضحية والفداء .
وبدأ الحكاية من نكسة يونيو 67 وبالتحديد من صباح يوم 5 يونيو حيث كان طيار حالة أولى بقاعدة فايد من الساعة الساعة السادسة إلى الثامنة صباحاً وخلال تلك الفترة لم يكن هناك ما يوحى بشئ غير عادى (؟) وفى الثامنة غادر طائرته ليأخذ طيارى الحالة الثانية مواقعهم بطائراتهم وإتجه إلى إستراحة الطيارين وما أن بدأ فترة راحته إلى سمع مع زملائه أصوات إنفجارات بالقاعدة فخرج لأستطلاع الأمر مع بعض زملائه فشاهد عدداً من طائرات العدو على إرتفاع منخفض تقصف المطار فبعد أن قصفت ممرات صعود وهبوط الطائرات شاهدهم يقصفون طائرات الحالة الأولى على الأرض .. بكل الجرأة وحماس الشباب من شاب فى الرابعة والعشرون من عمره أخرج سمير مسدسه من جرابه وصوبه فى إتجاه كابينة إحدى طائرات العدو القريبة منه فى خط مرور الطائرة ويبدو أن الطلقات أصابت الكابينة بالفعل حيث نظر الطيار خلفه وشاهده فى تلك الأثناء كان الطيار سمير عزيز يتشاور مع زميلين له فيما يجب أن يفعلوه وفجأة شاهد زميليه ينبطحا أرضاً ويحتميا أسفل سيارة مجاورة فنظر سمير خلفه فوجد الطيار الإسرائيلى قد دار بطائرته وهاهو قادم فى إتجاهه ومصوباً مدفع الطائرة الرشاش نحوه وفى جزء من الثانية أخذ سمير عزيز قراره بالجرى فى إتجاه الطائرة الاسرائيلية حتى يقلل زمن وجوده أمام دائرة تنشين الطيار الآسرائيلى وبالفعل يتذكر اللواء سمير عزيز أنه قطع أسرع مسافة عدو حر فى حياته فى نفس اللحظة التى فتح الطيار الإسرائيلى نيران رشاش الطائرة عليه ومرت دفعة طلقاتها الأولى على بعد عدة سنتيمترات قليلة من جسده مثيرة الرمال بجوار حذائه قبل أن يثب وثبة من يهم بالغوص فى الماء ولكن نحو أحد الجران أمامه.
حسمت معركة 67 خلال أقل من ساعتين من صباح الخامس من يونيو بتدمير معظم سلاح الجو المصرى وتلاها تضارب الأوامر للقوات البرية الموجودة بسيناء والتى أدت إلى ضياع القسم الأكبر منها.
سمت مصر فوق جراحها وبدأت فى بناء قواتها المسلحة وقواتها الجوية ، وبدأت تدريبات قوية وجادة لنسور الجو وأخذ البطل سمير عزيز مكانه بأحدى القواعد الجوية القريبة من الغردقة على ساحل البحر الأحمر وزادت كفاءته القتالية وتمكنه من طائرته الميج 21 وكان معظم التدريب على الطيران المنخفض وفى إحدى الليالى خطرت له فكرة الطيران نحو العدو بجنوب سيناء والمرور فوق مطار رأس نصرانى بطول الممر وهى تمثل تحدياً لقوات العدو بالمطار وخفض لروحهم المعنوية لكونهم فى متناول طيارينا البواسل .. ورسم سمير الخطة فى المساء على الخريطة وهى قطع المسافة من قاعدته إلى رأس نصرانى على إرتفاع منخفض المعروف بـ :
Zero feet
وتبلغ المسافة حوالى 90 كيلو متر وفى منتصفها جزيرة شدوان وهى ذات ارتفاع كاف عن سطح الماء يكفى لحجب طائرته عن أجهزة ردار العدوثم يعلو فوق الجزيرة ليمر من فوقها فى عدة ثوان ثم ينخفض مرة أخرى بالسرعة القصوى للطائرة بحيث يصل لهدفه بعد عبوره الجزيرة خلال دقيقتين وهو فى تقديره زمن غير كاف - فى حالة رصد أجهزة ردار العدو لطائرته فوق شدوان - لإقلاع طائرات العدو لاعتراضه حتى ولو فرضنا أن تمكنت طائرة للعدو من الصعود لحظة وجوده فوق قاعدتهم فلن تكون قد وصلت لسرعتها القصوى فى حين تكون طائرته فى سرعتها القصوى وبالتالى سيتمكن بسهولة من إجتيازها.
وقبل آخر ضوء من ثالث أيام المعركة - 8 أكتوبر 73 - طلب منه زميل له أن يحل محله بطائرته فى حالة إستعداد أولى مدة الساعتين المقررتين فصعد إلى طائرته، ولما كان زميله أضخم منه فكانت الأحزمة على مقاس حجم زميله ولكنها أوسع منه ومن فرط سرعة إقلاعه لم تتسنى له فرصة لضبط على جسمه بمقعده حيث تلقى التشكيل الذى يقوده - والمكون من أربع طائرات - أمراً بالاقلاع فى إتجاه شمالاً لمواجهة طائرات العدو فوق مدينة بور سعيد ولقرب المسافة ولضمان سرعة الحركة لمقاتلاتنا كان يتحتم التخلص من خزانات الوقود الاحتياطية فنفذت طائرات التشكيل التعليمات عدا طائرة بطلنا سمير عزيز التى حدث بها أحد الاعطال الميكانيكية فلم يتمكن من التخلص من خزانات الوقود الإضافية ولكنه لم يأبه بهذا واندفع بطائرته لمعاونة زملائه ولكن تبين أن هذا العطل الميكانيكى يعوق كذلك إطلاق صواريخه وكذلك مدفع الطائرة.. وما أن اندفع لأعلى بسرعه بطيئة نسبيا بسبب عدم التمكن من التخلص من حمولة الوقود الإضافى اشترك فى مطاردة إحدى طائرات العدو ليبعدها عن المكان لكنه فؤجئ بصوت إرتطام شديد بطائرته رج الطائرة رجاً.. فتأكد من إصابة طائرته بصاروخ أطلقه العدو من طائرة كانت على إرتفاع منخفض فأضطر بالقفز بالمقعد ونتيجة عدم إحكام الأحزمة حول جسمه بالمقعد حدث إنثناء شديد فى عموده الفقرى سبب لها ألاما مبرحة شعر بها أثناء هبوطه بالمظلة فوق بحيرة المنزلة فحاول مقاومة ألمه الشديد كى لايفقد الوعى وحتى لا يتسبب ألمه الشديد فى موته بصدمة عصبية.. وأخيراً هبطت مظلته بمياه البحيرة وكانت الرياح الشديدة تدفع المظلة وتجذب للغرق حيث فقد القدرة على تحريك قدميه وبدأ الماء يتسرب إلى جوفه فراودته الهجس الغرق بعد أن نجا من الموت بالطائرة فها هو يتعرض للموت غرقاً ولكنه وجد ساقيه تتحرران من المظلة بدون مع الرياح وعلى الضوء الخافت فيما بعد الغروب شاهد قارب صيد به صيادان مصريان يتجها نحوه وأحدهما يهم بضربه على رأسه بمجداف القارب معتقدين أنه طيار إسرائيلى فتفادى البطل الضربة وقام بسبهما ليثبت لهما أنه مصرى إبن بلد فتوجسا فى أمره بعد أن أمسكاه من ذراعيه ليشلا حركته :
* أيوه أنا طيار مصرى.
* وإيه اللى يثبت؟
* تحقيق شخصيى فى هذا الجيب.
وفتحا جيب السترة وأخرجا كارنيه أخذا يقلبا فيه ثم ..
* لكن إحنا ما بنعرفش نقرأ.
وفى هذه الأثناء أقبل لنش حرس السواحل المصرى ليخلصه من أيديهما وينقله إلى أقرب وحدة إسعاف أعطته حقنة مورفين لتسكين الألم قبل أن ينقلوه للمستشفى العام فكان يغفو ويصحو خلال الطريق وفطلب منهم أن يتجهوا به - قبل الذهاب إلى المستشفى - نحو قاعدته الجوية وهناك أخذ يعطى بعض النصائح لزملائه الطيارين أن ينتبهوا أثناء ضرب الطائرة التى أمامهم من الطائرة القادمة من الخلف ، وأن ينظروا للخلف من وقت لآخر خصوصاً عند التصويب على الطائرة التى أمامهم .
ذلك كان جزءاً من سيرة بطل طيار مصرى أصيل تمتع بالجسارة والغيرة الوطنية سيادة اللواء/سمير عزيز متعه الله بالصحة والعافية ليظل نموذجاً حياً على الاخلاص لهذه البلد.
فألف شكر لأبطالنا البواسل على ما أنجزوا فى قتالهم الشرس ضد العدو حين كنا كلنا فى بيوتنا وقلوبنا معلقة بهم وبانجازاتهم وبنصر الله العزيز الحكيم لهم بإذن الله فى كل حين
وألف شكر لهم الآن على سماحهم لنا بالاستماع إليهم فى تلك الجلسة الأكثر من رائعة وبإعادتهم تلك الروايات التفصيلية على أسماعنا - تلك الروايات المبهرة التى أمتعتنا وجعلتنا نشعر مجدداً بالفخر والعرفان لأولئك الأبطال
ملحوظة جانبية
عفواً أنا حاصل على دكتوراه دولة فى العلوم من كلية العلوم جامعة باريس 11 - المعروفة بإسم جامعة أورساى - فى قسم الجيولوجيا - لكنى أعمل أستاذاً بجامعة القاهرة فى كلية الزراعة وإن كان تخصصى الدقيق - (هيدرولوجيا وجيوكيمياء النظائر الييئية) - يشمل أنشطة تعليمية وبحثية متواجدة فى كل من كليات العلوم والهندسة والزراعة معاً - لكن تواجدى الوظيفى الفعلى هو أستاذ كيمياء الأراضى والمياه بكلية الزراعة - جامعة القاهرة
لأنى بدأت حياتى الوظيفية فى تلك الكلية
وهى التى أرسلتنى فى بعثة دكتوراه فى فرنسا
فشكراً لزراعة القاهرة تلك الكلية الجميلة
وشكراً جزيلاً لكم جميعاً فى صفحة أبطال مصر على الـ فيس بوك وفى موقع مدونة مؤرخى 73
وأطيب تمنياتى لسيادتكم ولكم جميعاً بنهاية مباركة لشهر رمضان
وعيد فطر سعيد بإذن الله
وأقول لهم إن مصر مدينة لكم بكل شىء جميل فى هذا البلد منذ حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر 73 وإلى اليوم ولن تنساكم مصر ولو بعد مائة ألف عام
والتوثيق للمستقبل الذى تقوم به محموعة مؤرخى 73 وصفحة أبطال مصر عملية هامة للغاية ومنوطة بهم
أسال الله لهم التوفيق والإستمرار بلا كلل إن شاء الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
تفضل بكتابة تعليقك دون تكرار ذات النص عدة مرات
لكى لا نضطر لمحو التكرار
Vous êtes bien invité à poster vos commentaires sans répéter le même texte en plusieurs postages. Les commentaires de même auteur qui affichent le même texte seront effacés
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.