الثلاثاء 25 بناير 2011 – المظاهرات
خلال الأيام القليلة - التى سبقت الثلاثاء 25 يناير 2011 - ظهرت على المدونات وصفحات ومجموعات الفيس بوك نداءات للخروج فى مسيرات سلمية فى مدن مصر الكبرى للتظاهر ضد حكم مبارك فى يوم الذكرى السنوية – 25 يناير - لعيد الشرطة الذى تم اختراعه فى ظل نظام مبارك للاحتفاء بجرائم الشرطة المصرية فى ظل السلطة الديكتاتورية لحكم مبارك الذى لا يستند إلى أى شرعية ولا يعتمد سوى على الذراع الأمنية لتثبيت دعائم حكمه الذى تتصاعد ضده صرخات الشعب منذ سنوات حكمه المبكرة لعلاقته الوثيقة بإسرائيل - ثم بالذات خلال السنوات العشر الأخيرة يسبب مواقف مبارك من تدمير العراق فى الحرب الخليج الثانية الأمريكية - ثم خلال وبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان حزب الله فى يوليو 2006 - ثم خلال وبعد الحرب الإسرائيلية على غزة حماس فى ديسمبر 2008 - وتفاقمت كراهية الشعب المصرى لمبارك بشكل شخصى ونظام حكمه البوليسى بشكل عام خلال السنة الأخيرة وبشكل لم يسبق له مثيل وبالذات منذ تصاعد إشاعات رغبيت فى استمراره فى الحكم بعد أن شارف على يقاءه فى السلطة 30 عاماً وأقترب عمره من 82 عاماً وإشاعات قوية عن مشروع تدبير تورث الحكم لنجله جمال بعد تمكينه له خلال السنوات العشر الماضية من شغل مركز متقدم فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم وتحالفاته مع رأس المال فى صورة أحمد عز ملك حديد الدخيلة - ثم بسبب مواقفه الموالية لإسرائيل فى إحكام الحصار الإسرائيلى على فلسطينيى غزة وفى هجوم إسرائيل على قافلة الحرية التركية فى عرض البحر المتوسط فى فجر أول مايو2010 - ثم موجة الاحتجاجات أمام مجلس الشعب ثم منعتها الشرطة بعد إهانات متعددة للمحتجين - ثم بدأ النظام حملته لبدء المرحلة نحو الانتخابات التشريعية - ثم الرئاسية - بإسكات الجميع بما فى ذلك منع برامج مذيعى تلفزيون ومطاردة صحفيين وتدليس بيع جريدة الدستور لرجل أعمال عميل للنظام استلم رئاسة حزب الوفد بأمواله الحرام - ثم التزوير العلنى واسع النظاق لانتخابات نوفمير 2010 - ثم ظهور وثائق ويكيليكس التى كشفت فلسفة خيانة مبارك شخصياً للحلم العربى وضلوعه فى محاربة حماس وحزب الله – ثم وقائع الثورة التونسية الرائعة المفاجئة التى نجحت فى غضون 25 يوماً من المظاهرات الشعبية فى كافة أنحاء تونس منذ 18 دسيمبر 2010 - بعد حادثة إحراق الشاب التونسى محمد البوعزيزى نفسه بعدما منعه البوليس التونسى من بيع الخضراوات للاسترزاق على عربة يد فى مدينة سيدى بوزيد بوسط تونس وهو العاطل عن العمل شأنه شأن الملايين من الشباب التونسى المتعلم بالجامعات التونسية – من إجبار الرئيس التونسى - زين العابدين بن على - على الهروب بعد مواصلته الأكاذيب فى ثلاثة خطابات لم تنطلى على الشعب التونسى الثائر على الديكتاتوترية فكانت أول ثورة شعبية عربية تنجحخ فى أقصاء الحاكم وتحطيم النظام القمعى الحاكم لتونس منذ 23 عاماً.
وخلال مظاهرات الثلاثاء 25 يناير 2011 وقعت الشرطة المصرية فى المحظور عندما تعاملت بعنف مع الجماهير لمنعها من التظاهر حتى وقعت فى إهانة المتظاهرين السلميين العزل ثم سفكت دم الضحايا بالرصاص الحى فى مظاهرات القاهرة وبالذات فى مظاهرات حى الأربعين فى مدينة السويس فاستشهد 5 شهداء من بينهم منهم فتاة وجُرح العشرات – وبدأ عجلة النسخة المصرية من الثورة التونسية تدور – وظهرت الطبيعة المشتركة للأنظمة الاستبدادية وعجزها المستديم عن مغزى ومدى المظاهرات الشعبية وغضب الشعوب ولجوئها للحل الأمنى الخائب لدعم أنظمة الحكم.
الأربعاء 26 بناير 2011 – المظاهرات
استمرار المظاهرات فى مصر .
الخميس 27 بناير 2011 – المظاهرات
استمرار المظاهرات فى مصر – وبدأت صور مطاردت الأمن المركزى العنيفة ضد المتظاهرية وبالذات فى السوي تظهر على الجزيرة ورد الناس باحراق مقار حكومية – ثم تزايدت نداء لمظاهرات حاشدة فى كل مكان عقب صلاة الجمعة 28 يناير 2011 فقامت الحكومة بعمل إجرامى قبيل منتصف ليل الخميس وهو قطع خدمة الإنترنت فى كل أنحاء مصر ثم أتبعت ذلك بإغلاق كافة شبكات التليفونات المحمولة لعزل المصريين عن بعضهم وعزل مصر عن العالم – وبدأ المشهد ينبئ بمجزرة سوف يقوم بها الأمن المركزى يوم الحمعة 28 يناير 2011 – وبدأ تصاعد وتكرار وتيرة غباء النظام والأمن وكأنه نسخة بالكربون من غباء النظام التونسى الحاكم فى مواحهة أحداث تونس – وبالذات من حيث تردى أداء النظام وعجزه عن الفهم.
كارثة "جمعة الغضب" 28 يناير 2011 فى مصر
بدأ نهار تلك الجمعة المشئومة بهدوء حتى وقت الصلاة وإن تواترت أنباء قناة الجزيرة عن شدة كثافة حشود الأمن المركزى الغبية العاتية السادرة فى جنونها المطبق فى كافة أرجاء القاهرة وغيرها من المدن بقيادات الشرطة الغائبة عن الوعى التى لا تفهم ما يعتمل فى صدور الناس وما هو على وشك الانفجار شعبياً – حشود تنوى ضرب الناس بشدة لمنعهم من بيان ارادتهم والتعبير عن رؤيتهم للفساد الذى ينهب بلدهم ويخرب مستقبلهم ويبع أمتهم لعدوها عياناً بياناً طوال ثلاثين عاماً فى ظل العميل الصهيونى حسنى مبارك وشلة اللصوص المتحلقة حوله من أحمد عز وصفوت الشريف وفتحى سرور – وهى حشود أمنية ثبت دوماً أنها عاجزة عن فهم الناس – فهى حشود الفرعون المحنط الأصم حسنى مبارك الذى يطالب الناس بطرده وبطرد نظام حكمه وأبنه وأسرته وأسرة زوجته وعملائهما من أرض مصر – وهى حشود أمنية عمياء مكونة من عسكر أمن مركزى لا يجيدون حتى القراءة والكتابة ويقودهم ظباط أمن مركزى أوباش ملاعين لا يجيدون سوى سب دين البشر وإهانتهم فى كل أرجاء مصر منذ عهد السادات الذى باع مصر لإسرائيل وواصل الحيوان الغبى الأبله حسنى مبارك ذات طريقه الأسود مع استكمال خراب ونهب مصر والمصريين لصالح اللصوص الذين قال فى بداية عهده أن (من حق الواحد فيهم أن يقيم حفل طهور لأحد أبنائه بتكلفة مليون دولار: "فهو حر – مش دى فلوسه") – حشود أمنية ضخمة لم يسبق لها مثيل استعداداً لمواجهة التظاهرات المتوقعة عقب صلاة الجمعة كما فعلوا منذ مظاهرات الثلاثاء 25 يناير 2011 بدلاً من أن يسمحوا للناس بالتعبير عن رفضهم للنظام بشكل منحضر فى حماية الشرطة كم يتوجب على أى نظام يدعى الديموقراطية وعند ذرة من الوعى السياسى – فخرجت إلى مسجد السيدة زينب القريب من المنزل قيبل الصلاة فرأيت هولاً من تجمع عشرات من سيارة الأمن المركزى الحاملة للجنود المنتشرين فى نهاية شارع المبتديان (عز العرب) الموصلل من المنزل للمسجد فى كوردونات تحيط بمداخل كافة الشوارع المؤدية من وإلى المسجد - ورأيت انتشار كثيف لظباطهم من كافة الرتب ورأيت فى عيونهم ارتباك واضح جلىّ وهواجس الأحداث القادمة تبدو ظاهرة عليهم وإن كانوا يحاولون إخفاءها هم ومخبريهم - الذين يُطل الغباء والجهل المروع من أعينهم وبأيديهم العصى الجاهزة لضرب الناس وبنادق ضرب الغاز المسيل للدموع ورأيت سيارات الأمن المركزى المصفحة المجهزة بمدافع الغاز – فتوقعت عنف صدامات المشهد القادم قبل أن تبدأ – وكانت بدايات تفاقم غباءات النظام الأمنى قد بدأت منذ ليلة أمس بقطع الحكومة لشبكة الإنترنت واتصالات كافة شبكات التليفونات المحمولة لعزل المصريين عن بعضهم ولعزل مصر عن الخارج وهذه درجة قاع فى الغباء لم يترد إليه حتى نظام زين العابدين بن على فى تونس قبيل هروبه
وبمجرد انتهاء الصلاة وخروج الجموع من المسجد واحتشاد البعض على الرصيف وكنت بينهم تركتنا الشرطة نهتف لمدة ثلاث دقائق - وكان الهتاف الرئيسى (الشعب يريد إسقاط النظام) و(إرحل عنا يا مبارك) – ثم شنت الشرطة تنفيذ تكليفاتها بالهجوم الغبى على الجموع وبدأ المخبرون فى زيهم المدنى يضربون الناس ويعتقلونهم عشوائياً فعدت للمنزل لعدم قدرتى الجسمانية على تحمل الكر والفر بين الشرطة والناس – ومنذ الساعة الواحدة ظهراً أخذت أصوات المتظاهرين وفرقعات قنابل الغاز المسيل للدموع تتوالى بشكل مذهل فى كافة محيط المنزل من جهة شارع القصر العينى وجاردن سيتى غرباً (على مسافة مائة متر من المنزل) ونحو مجلسى الشعب والشورى وميدان التحرير يمبناً (شمالاً من المنزل بخمسمائة متر) – وشارع منصور الذى تقع فى منتصفه وزارة الداخلية (على مسافة 500 متر شمال شرق المنزل) – وبدأ تفرق المتظاهرين فى مجموعات صغيرة فى شوارع الفلكى والمبتديان والقصر العينى تحت ضربات وحملات هجوم عسكر الأمن المركزى وتصاعد الغاز المسيل للدموع حتى الشقة فى الطابق الخامس نظراً لجنون العسكر فى إطلاق قذائف خرطوشات الغاز والرصاص الحى على المتظاهرين – وبدأ دوران عجلة الأحداث فى نسخة بالكربون مما حدث فى ثورة تونس قبل عشرة أيام – وبدأ توارد أنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى فى كل مدن مصر الثائرة . واستمر المشهد الدامى وهاجم المتظاهرون مقار الحزب الوطنى وأقسام الشرطة واحراقها ونهب محتوايتها وحرق سيارات ترجيلات الأمن المركزى – وصدر قرار حظر التجول – وبدأت قوات الأمن المركزى تهرب وينفرط عقدها وتختفى من الشوارع تماماً تحت ضغط مئات الألوف من المتظاهرين – ولم يتحرك أحد من الشوارع لينفذ قرار حظر التجول – وعند منتصف الليل خرج علينا الغبى مبارك بخطاب خائب يـُقيل فيه الحكومة ويمارس كعادته الكذب العلنى عن احترام الشرطة لحق المتظاهرين فى التعبير عن رأيهم ويمارس فيه عناده المعتاد وازدراءه المعتاد للشعب المصرى بحديثه عن (أعمال الشغب) - وظهرت مدرعات ودبابات الحرس الجمهورى والجيش وتزايدت أعدادها تدريجياً ولكنها تركت الناس يفعلون كل شىء فى الشوارع بما فى ذلك كتابة (يسقط مبارك) على دروع الدبابات وأحرق الناس المقر الرئيسى الضخم للحزب الحاكم على كورنيش النيل وأخذت تتوارد أنباء عن اقتراب النيران من المتحف المصرى خلفه و محاولاات مجرمين ولصول للسطو على طنوز مصر الأثرية بداخله - فنزلنا أنا وأشرف - بعد عودته منهكاً بشدة من عنف اشتباكات طوال النهار مع قوات الأمن بدءاً من جامع مصطفى محمود فى حى المهندسين حتى كوبرى قصر النيل - ولم نتمكن من الوصول للمتحف المصرى لشدة تركيز الغاز المسيل للدموع فى اشتباكات متظاهرين يحاولون اقتحام مبنى وزارة الداخلية - ثم سمعنا عن تمكن دبابات الجيش وأجهزة الإطاء العسكرية من محاصرة النيران داخل مقر الحزب لكى لا تصل للمتحف المصرى وعن تكوين درع بشرى يحيط بالمتحف لمنع اللصوص من اقتحامه ونهبه وكا هذا هو الهاجس الرئيسى فى عقلى فمن الممكن تعويض أى شىء يـُحرق ويـُنهب فى مصر سوى المتحف الفرعونى فهو تاريخ مصر الحى وروحها التى لا يمكن تعويضه إن ضاع فى موجة جنون غير مسئول من قبل بعض اللصوص المتخلفين عقلياً – وشاهدت استمرار حريق مقر الحزب الوطنى فى شارع القصر العينى عند منتصف الليل بعدما تيخرت قوى الشطة بالكامل من كل أنحاء القاهرة وبدأت عمليات السلب والنهب وحرق أقسام الشرطة فى كل مكان حتى بعد الخطاب الخائب الذى وحهه مبارك للناس وبدا فيه أنه يحاول الالتفاف على الغضب الشعبى الجارف.
السبت 29 بناير 2011 – المظاهرات
بدأ توارد أخبار عن هروب مساجين من السجون واستمرار عمليات السلب والنهب بشدة لم يشهدها تاريخ مصر الحديث للمتاجر والمعارض وماكينات الصرف الآلى حتى سرق اللصوص أثر بمنطقة أثرية عند مدينة القنطرة – وبدأت تتردد أخبار عن أن من يقوم بهذا هم فلول الأمن المركزى ومخبريه الهاربين وأن حبيب العادلى وزير الداخلية هو الذى فرض انسحاب المهين لقوات الشرطة بكافة أرجاء الجمهورية – وذهبت لميدان السيدة زينب ورأيت قسم شرطة السيدة الذى تم إحراقه بالكامل والسيارات فى الجراج أمامه واللافتات المزورة التى كانت تشكر وتؤيد فتحى سرور كبير لصوص ومزورى مجلس الشعب منذ عقود.
الأحد 30 بناير 2011 – المظاهرات
ذهبنا سيرا عزة وأنا إلى ميدان التحرير ظهراً - الطريق عبر شارع القصر العينى ثم الدوران يساراً إلى جاردن سيتى حت خلف بنك قناة السويس ثم جامع عمر مكرم للوصول لميدان التحرير وبدا مشهد السيارات المنهوبة والمحترقة مأساوياً - ومدرعات الجيش متواجدة فى كل مكان والجيش يتعامل بشكل حضارى لطيف للغاية مع الراغبين للوصول لمكان الاعتصام والتظاهر فى ميدان التحرير.
لم أخرج وتابعت الجزيرة واستمرار النظام المترنح فى تخبطه وتشكيل حكومة هزلية - ثم إعلان الجيش عن امتناعه تماماً عن ممارسة القوة ضد الشعب - ثم ظهور عمر سليمان الذى عينه مبارك فى القوت الضائع كـ (نائب رئيس) ليواصل حملة الالتفاف على غضب الشعب بتقديم تنازلات تشيه أعمال السيرك كالوعد بالحوار مع القوى السياسية وتطبيق القانون فى شأن مقاعد مجلس الشعب التى صدرت بشأنها طعون قضائية - واجنمع الناس على رفض هذا الهزل الذى يمارسه مبارك - واستمر المطلب الأوحد للناس هو (إرحل يا مبارك) و (الشعب يريد إسقاط النظام) و (الشعب يريد إسقاط الرئيس) – فلا حل آخر سوى هذا.
